روائع مختارة | قطوف إيمانية | في رحاب القرآن الكريم | كيف تكون حياتك.. مع القرآن؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > في رحاب القرآن الكريم > كيف تكون حياتك.. مع القرآن؟


  كيف تكون حياتك.. مع القرآن؟
     عدد مرات المشاهدة: 3628        عدد مرات الإرسال: 0

أوضحت الدكتورة/ أسماء الرويشد (أن حملة مؤسسة آسية "عش حياتك مع القرآن" هي دعوة للحياة مع القرآن بدأنها في رمضان وتمتد إلى آفاق واسعة من فهم القرآن وتدبره في حياتنا، وسنقدم دورات ودروس في التدبر وتقدم كذلك برامج في القنوات عن التدبر.

وقد جربتها بنفسي مع أطفال ومراهقين من أقاربي ووجدت تغيير كبير.) . . جاء ذلك ضمن المحاضرة التي قدمتها في مقر مؤسسة آسية يوم السبت 11/ 9 وهي امتداد لسلسلة المحاضرات التي أقيمت وتقام بالتزامن مع حملة المؤسسة " عش حياتك مع القرآن ".

وقد ذكرت في البداية د/ الرويشد فضائل شهر رمضان المبارك ومنها العتق من النار كل ليلة، وليلة القدر، ومضاعفة الحسنات في رمضان تكون بعشر أمثالها، وقالت د/ الرويشد وهنا لا بد من مقابلتها بشيء فقد قال تعالى: (وافوا بعهدي أوفي بعهدكم) البقرة. فما الذي يريده الله منا في المقابل؟!

لا شك أن هذا الأمر يحتاج إلى استجابة ونوع خاص من العبودية، وأراد الله منا تحقيق العبودية من خلال أداء العبادات وهي زيادة الهداية والتقوى.

وقالت د/ الرويشد أن للآسف يغيب عن أذهان كثير من الناس الهدف من قراءة القرآن، فقد جعلوها غاية لتحقيق أكبر عدد من الختامات أو لمجرد ختمه فقط، ويتنافسون في عدد الختامات، وأصبح همّ كثير منهم متى ينتهي من القراءة ولا يدرك معانيها.

وأضافت د/ الرويشد قائلة للحاضرات: نريد أن نخرج هذه الليلة برؤية مستقبلية نريد أن نفهم ما يريد الله منا، ونريد أن يحقق الله أمانينا وأن تستقيم أحوالنا، ولنتساءل ماذا يريد الله منا؟ لو سألتِ نفسك عن غايتك وأمنيتك في الحياة قد تقولين رضا الله عز وجل وأن يصلح أولادي وزوجي مثلا أو رزق واسع أو زواج أو غيره من المطالب.

ولكن لو وقفنا على الأمنية الأولى وهي رضا الله وسعينا لها بصدق لأعطانا الله كل ما نتمناه. فلو ركزنا على ما يريده الله منا لأعطانا فوق ما نريد قال تعالى: ((لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ)) فاطر: 30.

واستطردت د/ الرويشد قائلة للآسف لدينا حب الذات مفرط حتى ننسى حب الله وحقه علينا، والتقوى هي أن تجعلين الله في قلبك وتقيسين أي أمر على رضا الله فيكون هو مقياسك، وهذا هو التوحيد والتقوى أن تقدمين الله على كل شيء وتتساءلين في كل أمر هل يحبه الله أو لا يحبه؟

وليس المقياس هو ما يتفق مع رغباتك وميولك، فإذا كان الأمر مما يحبه الله تزدادين منه وعناية به حتى تزدادين قربا من الله عز وجل. فنحن نطلب من الله أمور كثيرة وفي نفس الوقت لم نحقق إلا القليل من ما يريده الله منا.

وقالت د/ الرويشد للحاضرات أوصيكم في كل مرة تفتحين المصحف أن يكون لك هدف في القراءة وماذا يريد الله منك، وحينما تقرئين تفهمين ما يريده الله وما يحبه وما يبغضه والأوصاف التي ذكرها عن المحسنين، والكافرين والمنافقين واحذري سبيلهم ولا تأجلي ما يطلبه الله منك فقد يأتي اليوم الذي لا تستطيعين فيه الرجوع ولا الاستجابة.

ورمضان فرصة كبيرة لا تعوض فالله سبحانه يزين جنته كل يوم في هذا الشهر (َرَوَى الإِمامُ أحمدُ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: «أُعْطِيَتْ أمَّتِي خمسَ خِصَال في رمضانَ لم تُعْطهُنَّ أمَّةٌ من الأمَم قَبْلَها؛ خُلُوف فِم الصائِم أطيبُ عند الله من ريح المسْك، وتستغفرُ لهم الملائكةُ حَتى يُفطروا، ويُزَيِّنُ الله كلَّ يوم جَنتهُ.

ويقول: يُوْشِك عبادي الصالحون أن يُلْقُواْ عنهم المؤونة والأذى ويصيروا إليك، وتُصفَّد فيه مَرَدةُ الشياطين فلا يخلُصون إلى ما كانوا يخلُصون إليه في غيرهِ، ويُغْفَرُ لهم في آخر ليلة، قِيْلَ يا رسول الله أهِيَ ليلةُ القَدْرِ؟ قال: لاَ ولكنَّ العاملَ إِنما يُوَفَّى أجْرَهُ إذا قضى عَمَلَه».

واستطردت د/ الرويشد قائلة تأملوا في القرآن واقرءوا التفسير وتأمليه قبل قراءة الآيات وانظري الفرق بين قراءتك بعد تدبر وبين قراءتك بدون تدبر ستجدين فرق في نفسك وخشوعك في الصلاة، لأن القرآن دخل قلبك قال صلى الله عليه وسلم:

"إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب " ولا يعني ذلك حفظ الآيات بدون تدبرها وفهم معناها، فبفهمها وتأملها تبقى المعاني العظيمة في القلب وتسري في سلوكك وتعاملك وحياتك.

الكاتب: د. أسماء بنت راشد الرويشد

المصدر: موقع آسية